فجر الثورات العربية في مجلة «الكلمة» "ثورة تونس"، فرناندو بيسوا، سعدي يوسف وتودوروف يكتب عن الديمقراطية-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

فجر الثورات العربية في مجلة «الكلمة»
"ثورة تونس"، فرناندو بيسوا، سعدي يوسف وتودوروف يكتب عن الديمقراطية


يصدر العدد الجديد، السادس والأربعون {46 فبراير/شباط2011} من مجلة الكلمة الالكترونية الشهرية التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، في لحظة تاريخية خاصة، اندلعت فيها ثورة تونس التي تخصص لها المجلة ملفا ضافيا، موسوم ب"ثورة تونس ... طاقة أمل في الأفق المسدود" إذ لا يقل هروب الطاغية التونسي وسقوط نظامه يوم 14 يناير 2011 أهمية عن سقوط الباستيل يوم 14 يوليو 1789 لو أخذ الحدثان في سياقيهما التاريخيين. لقد فتحت تلك الثورة للشعب العربي طاقة للأمل بعد أن انسد الأفق أمامه لأمد طويل. ولهذا تجمع (الكلمة) في هذا الملف بعض أصداء هذا الحدث التاريخي الكبير كي يكون جزءا من الذاكرة الثقافية والتاريخية معا.
وتأطيرا لسياق الحدث السياسي الذي مرت به تونس، والأفق الذي فتحته ثورة الغضب المصرية، يقدم الناقد صبري حافظ باب دراسات ببحث يستقصي "فجر الثورة العربية مصر بعد تونس .. الخوف يبدل مواقعه"، مشيرا الى أن ما يدور في مصر الآن ومنذ الخامس والعشرين من الشهر نفسه  لا يقل أهمية عما جرى في الثورة الفرنسية، بل يمكن ومن قراءة موسعة للتاريخ القول بأن زخم الثورة الشعبية المصرية وقد جاء في أعقاب الثورة الشعبية التونسية أشد عرامة وأكثر أهمية. كما أن ما يدور في مصر الآن، ساعة صدور هذا العدد في يوم المظاهرة المليونية، التي يمكنها أن تكون المظاهرة الحاسمة لسقوط نظام بشع يلفظ أنفاسه منذ أكثر من عقدين من الزمان، ويستأدي مصر ثمنا فادحا لموته البطيء، يؤكد أننا أمام فجر الثورة العربية الحقيقية. وهو مجرد فجر بدأت أشعته الأولى في البزوغ، وعلينا جميعا أن نحافظ عليها حتى يتألق اليوم وتكتمل بهرته وثورته. وإذا ما أخذنا الظروف والسياقات كلها في الحسبان سنجد أن ما يدور الأن في العالم العربي، بدءا بتونس واستمرارا بمصر، هو فجر ثورة مفتوحة، ثورة شعبية كبيرة بأي معيار من المعايير، وبأي مقارنة مع الثورات الكبرى من الثورة الأمريكية وحتى الثورة الفرنسية. ليس فقط لأن هذه الثورة فتحت طاقة للأمل في الأفق المسدود، والذي طال انسداده أمام الأجيال الجديدة في العالم العربي كله لأكثر من عقدين من الزمان، ولكن أيضا لأنها وهذا ما يميزها عن الثورة الفرنسية التي قادها المثقفون والمفكرون الفرنسيون ومهدوا لها بسنوات من فكر الاستنارة، وبلوروا رؤاها، تمت بجهد شعبي عفوي خالص، وفي غياب كثير من مثقفي الشعب العربي إما في المنافي أو السجون، وإما في دياجير الصمت، أو في متاهات الاحتواء الجهنمية والتدجين.
هي ثورة حقيقية كبرى راقية، والثورات الحقيقية في التاريخ الإنساني قليلة، لأن نهر تدفقها الشعبي العارم يسبق بمراحل كل ممارسات المعارضات العربية الرسمية منها وغير الرسمية، بما في ذلك المعارضات التي همشت، وهجّرت، وقمعت أو سجنت. ولأنها كشفت لنا أن المستبد العربي هش وتافه، وأنه لم يع أن سموم كراهية الشعب له، كانت تسري في دمه وتقترب به من لحظة النهاية الحالكة. وهي ثورة لأننا لو حميناها وحافظنا عليها، وردنا خطواتها نحو تحقيق أهدافها، فإن مد موجاتها الكاسحة سيطهر الواقع العربي كله من شرور الاستبداد والفساد والتخلف.
في باب دراسات تواصل الباحثة السودانية خديجة صفوت في القسم الثالث من دراستها "سفر تكوين محن السودان اللامتناهية" سعيها الحثيث لإعادة ترتيب الأحداث السودانية، من خلال إعادة نظر جذرية في الكثير من قضايا التاريخ والسياسة والهوية وآثارها الوخيمة على كل من جغرافية السودان وتاريخه الرسمي والشعبي. وتتوقف الباحثة اللبنانية ليلى نقولا الرحباني من خلال دراسة متأنية حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مموضعة إياها في سياقها السياسي العام. ويتقصى الباحث الجزائري اسماعيل مهنانة "الإلهي والمقدس والدين في فكر هيدغر" عبر التحول الهرمنيوطيقي في فكره ورؤيته عن الموت والزمن والوجود. وتحاول الباحثة التونسية فوزية الشطي تحديد مفهوم الاشتراكية في فكر البعث، منذ أعمال ميشيل عفلق وصولا الى رصدها النقدي لتناقضات المفهوم وإشكالياته. بينما يقارب الباحث علي حتر أسئلة المفاوضات الصعبة، للتذكير بالثوابت القضية الفلسطينية وطبيعة الصراع الوجودي بين الايديولوجيتين العربية والصهيونية.
في باب شعر، تقترح "الكلمة"  ترجمة حديثة وجديدة لديوان شعري جديد موسوم بـ"الراعي العاشق وأشعار متفككة" للشاعر البرتغالي الكبير فيرناندو بيسوا (1888 ـ 1935)، قدمها الشاعر المغربي عبداللطيف الإدريسي، هذه التجربة الشعرية التي مثلت مصدر إلهام عميق للشعراء المغاربة، حتى أمسى لحضوره المجازي أثر دال في تلمس سمات قصيدة بيسوا ذات «الأصوات والأقنعة المتعددة». أو المتولدة من شعرية «كوسمبوليتانيا/ كونية» كما ذكرنا أوكتافيو باث. كما يهدي الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف لفجر الثورة العربية، قصيدة "مصر البهية أمنا جاءت الى الساحة"، الشاعر الذي طالما غني للثورة وللإنسان يغني أيضا لثورة مصر التي فتحت طاقة للنور، وسط الأفق العربي المظلم والمسدود. وتقدم الكلمة قصيدة الشاعر المصري المرموق حسن طلب "أرسم صليبا كالهلال" ملتقطا لحظة تاريخية أساسية ومقدما درسا في التسامح الديني، وحفل العدد الجديد بقصائد الشعراء: المغربي بن يونس ماجن، المصري البهاء حسين، والتونسي محمد علي القارصي.
أما باب السرد فاحتفى بنص الروائي العراقي عواد علي "عشاق أرابخا" تتجلى في هذه الرواية الأخيرة من ثلاثية «الحب والاحتلال» للروائي العراقي، وجوه أرابخا الاسم البابلي لمدينة كركوك من خلال تداخل العشق والأحلام والحروب، ويمثل وجود "سلمان" المتراوح بين الموت والحياة منذ الحرب العراقية الإيرانية مركزا للسرد تنطلق منه الشخصيات في تأمل ماضيها والاحتلال الذي تنوء تحته، كما يكتب القاص الفلسطيني المتوكل طه قصصا قصيرة جدا تكثف حالات متعددة للمعتقلين داخل المعتقل وتنبني على مفارقات تظهر كيف يصطرع داخل كل واحد منهم مفردات واقع جهم وتخيلات تتجاوز بهم كل الحدود. وحفل العدد الجديد بنصوص العراقي باقر جاسم محمد، المصري أشرف الصباغ، المغربي إدريس خالي، والمصري العربي عبدالوهاب.
في باب النقد، نقرأ للناقد الجزائري أحمد بلحوت يتناول تأثيرات ظاهرة اللبس في الكلام، ويرصد الناقد الفرنسي الكبير تودوروف الأخطار التي تهدد الديمقراطية، في حين يتتبع الناقد المصري محمد سمير عبدالسلام "أغنية كونية للأثر الجمالي" مبحرا في عوالم الروائي المصري الكبير إدوارد الخراط، ويكتب الناقد السعودي عبدالله بن أحمد الفيفي عن "الديمقراطية الموشومة" بينما يركز الباحث العراقي علاء اللامي على بواكير أعمال المفكر الراحل نصر أبو زيد، ويرى الباحث الفلسطيني مأمون شحادة أن تأجيج الرابطة الدينية تؤدي بأمريكا الى انقسامات وانشطارات اجتماعية.
يوجّه باب علامات بوصلة الزمن إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر في تونس، ليقتبس مقطعاً مشرقاً من فصل "مطلب شرح الحرية بالمعنى المتعارف"، من كتاب "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" للمصلح السياسي خير الدين التونسي التونسي {1810-1890}. فيما ينشر باب مواجهات حوارا موسعا حول الموسوعة الجديدة للسرد العربي التي صدرت حديثا للناقد العراقي المرموق عبدالله ابراهيم، ويفتتح المبدع المغربي المغترب حمودان عبدالواحد باب كتب، بقراءة ل"مأساة "ديلاوار" الأفغاني المظلوم وهو شريط تسجيلي يرسم مأساة مواطن أفغاني قادته الصدفة الى جحيم التعذيب، ويقدم الناقد محمد التفراوتي مراجعة  لكتاب "الفقه والفلسفة في الخطاب الرشدي" ليخوض مغامرة علمية شاقة حول منزلة الخطاب الفقهي من الخطاب الفلسفي عند ابن رشد. ويواصل الناقد عبدالرحيم مؤذن محاورته مع نصوص قصصية حديثة، ويتوقف في الحلقة الثانية عند مجموعة القاص سعيد أحباط "لاأرى وجوها"، ويرصد الباحث السوري علي بدوان "التوزيع الفلسطيني في سوريا" راسما جغرافيا للحضور السكاني للاجئين الفلسطينيين، ويكشف الناقد داعس أبو كشك رؤية إبداعية فلسطينية شعرية. ويختتم الناقد سليمان الحقيوي باب كتب، بقراءة لدلالات تتويج فيلم "خزانة الألم" بالأوسكار.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطيان راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: مع ملاحظة أن الرابط الجديد هو:
http://www.alkalimah.net



 
  طنجة الأدبية (2011-02-18)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

فجر الثورات العربية في مجلة «الكلمة»

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia